الجمعة، 28 مارس 2014

كيف يمكن اعادة هيكلة مجلس الامن الدولي ليصبح اكثر عدالة وفاعلية ؟


ان الطريقة التي تدار بها جلسات مجلس الامن الدولي اصبحت غير مقبولة وغير عملية ذلك لان اتخاذ القرارات يعتمد على توافق الدول الخمس الدائمة العضوية  في المجلس بغض النظر عن اهمية هذا القرار بالنسبة للدول الضعيفة او الشعوب المقهورة وبدلا من ان يقف هذا المجلس مع الضعيف ومع حقوق الانسان تجده للاسف يساند مصالح الدول الكبرى ولا يهتم بمصالح الاخرين .

ان الشروط والقرارات اتي فرضها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية على المهزومين في تلك الحرب لا زالت للاسف موجودة ولا زالت تطبق حتى يومنا هذا رغم تغير العالم والظروف والمعايير وحتى مراكز القوى في العالم ولا زالت تقاس قرارات هذا المجلس حسب مصالح الدول الكبرى واهتماماتها دون النظر لمصالح الاخرين وموقعهم على خريطة العالم .

والامثلة على ذلك كثيرة ولناخذ القضية الفلسطينية كاقدم قضية عرضت على مجلس الامن ولا زالت تعرض ورغم صدور عشرات القرارات عن المجلس لحل هذه القضية ال ان ايا من هذه القرارات لم تجد طريقها للتنفيذ لماذا ؟ لان مصالح هذه اادول توافقت مع مصالح هذه العصابة المحتلة لفلسطين , ورغم المعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني الذي سلبت ارضه وانتهكت حقوقه تحت سمع وبصر مجلس الامن المحترم .

والامثلة على عجز هذا المجلس كثيرة واقربها الى الذاكرة ما يجري في سوريا اليوم حيث تضاربت مصالح الدول الكبرى ودب الخلاف بينها فلم يستطع المجلس من اتخاذ قرار يوقف نزيف الدم السوري لاكثر من ثلاث سنوات بسبب ان احدى هذه الول على خلاف مع الاخرين فاستخدمت حق النقض - الفيتو - لاكثر من مرة لابطال اي قرار يساعد على انهاء هذه الماساة  , وليس مهما ابدا كم من الشعب السوري قتل او سوف يقتل بسبب هذا الموقف القذر , وهذا لا يعني طبعا  ان الشرف يقطر من بقية الدول  لا والله فكلهم ضد الشعوب المقهورة التي تتطلع لمستقبل افضل لابنلئها بعيدا عن تدخلات هذه العصابة التي تتحكم بمصير العالم .

لهذا السبب فانني ارى ان تعطل قوة وسلطة مجلس الامن وتعطى للجمعية العامة لانها اكثر تمثيلا للدول الضعيفة الى ان تعاد هيكلة المجلس ليصبح اكثر قدرة على اتخاذ قرارات عادلة ومنصفة للجميع واهمها الغاء قرار الفيتو وزيادة عدد الدول الممثلة بالمجلس وان يكون لها راي لا ان تكون قراراتها هامشية لا قيمة لها .

واذا لم يحدث ذلك فعلى الدول المتضررة من هذا المجلس الانسحاب من الامم المتحدة الى ان  يتم اعادة هيكلة المنظمة بحيث تصبح ممثلة فعلا لامال الشعوب وطموحاتها المستقبلية وتدافع عن مكتسباتها .