السبت، 9 يونيو 2012

طلاب المدارس الثانوية بحاجة الى جسر الى الجامعة


في نهاية كل عام دراسي يبدأ الملايين  من طلاب المدارس الثانوية  العربية  الذين انهوا متطلبات المرحلة  الثانوية  في  عملية التقدم إلى الكليات الجامعية  سنويا . ويتوقعون ان تكون الكلية امتدادا مشابها للمدرسة الثانوية.  ويذكرون انهم ليسوا بحاجة الى اكثر من ساعة  او ربما ساعتين في اليوم للقيام بواجباتهم الجامعية ظنا منهم ان الكلية لن تختلف كثيرا عن المدرسة   ، وان ما سيواجههم في الجامعة اسهل بكثير مما كانوا عليه بالمدرسة الثانوية  حيث انهم سيتمتعون بالحرية وان لا احد سيجبرهم على عمل الواجبات والملاحقة من الوالدين لانهم لم يعودوا اطفالا وانهم يتحملون نتيجة تصرفاتهم بعد اليوم . للأسف الكثير من الطلاب يصلون إلى الكلية غير مدركين للاعباء الجديدة التي يفرضها انتقالهم الى  الكلية ، وان هناك الكثير مما  يجهلونه عن الموقف الجديد وكيفية التصرف الواقعي مع الحدث . والحقيقة الاخرى الهامة ان  كثير من الطلاب يعتبرون المدرسة الثانةية هي العقبة في طريقهم نحو المستقبل وان ما بعدها اسهل بكثير ربما يفكر الطلاب بهذا المنطق بسبب الخوف من المدرسة واجرااتها  واختباراتها وكلها تشعر الطالب بالخوف  من المستقبل فبكفي ان يعلم الطالب ان امنحان واحد في نهاية المرحلة الثانوية يحدد مستقبله الى الابد ، الا يكفي هذا لبشعر الطلاب ان اي شيء بعد المدرسة اسهل مما قبله  ، ان هذا يجب ان بتغير ولو تدريجيا حتى يطمئن  ابناؤنا انهم يختارون الافضل  ونطمئن نحن على  مستقبلهم ومستقبل الاجيال القادمة .
يبدو أن مدراء المدارس ورؤساء الجامعات نادرا ما يتحدثون   عن هذه القضية مما سبب سوء الفهم  لدى الطلاب الجدد لانهم لم يتم اعدادهم الى  ما سيواجهونه بالجامعة او الكلية وكيفية التكيف معه  . ولذلك  نرى ان المناهج الدراسية  في المدارس الثانوية تبدو  بعيدة جدا عن المناهج الدراسية الجامعية. في المدرسة الثانوية المهم هو استيفاء المعايير  التي تضعها الدولة للعملية التعليمية وبناءا على ذلك توضع المناهج لتتواكب مع هذا الهدف.  ولذلك نرى ان هدف الدولة هو انخراط كل الاطفال بالمدارس ونرى المعلمون يقومون باعداد الطلاب لهذا الهدف وينفقون وقتهم لاعداد الطلاب لاختبارات حسب المعايير التي تضعها الدولة وليس حسب المعايير التي تتطلبها الجامعات  .  ان على الدولة اولا  اعداد مناهج تتناسب مع رغبات الطلاب  وما سيقومون بدراسته في الجامعة او على الاقل ان تكون المناهج متقاربة للمناهج المتبعة بالجامعات  وعلى مديري المدارس الثانوية  ان يعملوا  كل ما بوسعهم لاعداد طلبتهم للمرحلة الجديدة وان يستوعب الجميع ان تكون المدرسة الثانوية جسر ممهد الى الجامعة  يجتازه الطلاب دون عقبات او مشاكل في المستقبل  .                                                       على الدولة  ان تعمل على مواكبة الاختبارات لتلبية المعايير المطلوبة للجامعة  وان لا تقتصر على المعايير المعمول بها اليوم  ،على الرغم من هذه التحديات  فان رؤساء الجامعات بحاجة إلى القيام بعمل اجتماعات   مع مديري المدارس الثانوية لمناقشة نوع من الدورات التي تعد الطلاب لدخول الجامعة. يمكنهم القيام بذلك عن طريق قيام  طلاب المدارس الثانوية بزيارات  الى الجامعة  وكلياتها المختلفة  يمكنهم  من خلال هذه الزيارات التعرف على الطرق المتبعة في التدريس والمناهج ومرافق الجامعة التي يمكن للطالب الاستفادة منها .  
ان اهمية هذا الموضوع تأتي من كونه يحدد مستقبل ابنائنا ومصيرهم ، وعليه فيجب ان تبدأ منذ الان الاعداد لهذا المر والتحضير له حتى نجعل المدرسة الثانوية جسرا حقيقيا الى الجامعة .